| |||||||
|
||
أرتاح العالم أمس السبت ( 09 أكتوبر 2011) من 111 محترف تزوير لهويات وبيانات شخصية وبطاقات ائتمان، وبينهم عرب، استخدموا السلاح الألكتروني الرشيق لنهب بضائع بأكثر من 13 مليون دولار تم شراؤها بأسماء من سطوا على بياناتهم، ومعظمهم زبائن معروفين، وبينهم من دول عربية، طبقا لما أعلنته شرطة نيويورك في بيان وصفت فيه التزوير والاحتيال بالأكبر في التاريخ الأمريكي.
متاجر ومؤسسات شهيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها طالها لمدة عامين تكاتف على "الشر الألكتروني" بين 5 شبكات للجريمة المنظمة اتخذت من نيويورك مقرها، ومعظم عناصرها موظفون بقطاع الخدمات، ممن سرقوا البيانات الشخصية للزبائن والعملاء، بل لبعض الجمعيات التمويلية بأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، ثم استنسخوها في بطاقات ائتمان، ومضوا يتبضعون، ثم يسلمون ما اشتروه الى عناصر أخرى كانت مهمتها أعادة بيع المسروق.
واعتادوا على بيع ما كانوا يشترونه من ولاية في ولاية أميركية أخرى، مستهدفين ألكترونيات شركة "أبل" بشكل خاص. ولما اشتد ساعدهم وصلوا الى مرحلة التصدير أيضا، الا أن شرطة نيويورك كانت تراقبهم وتجمع عنهم الأدلة، ومن بينها شرائط تنصت لما كانوا يتحدثون به عبر الهواتف، كما وبالبريد الألكتروني، وبعضه بالعربي والروسي والصيني، حتى فككت شبكاتهم في ما سمته "عملية سويبر" وقبضت على 86 منهم، وما زالت تطارد الفارين.
وبحسب بيان الشرطة ووقائع المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس قائدها، رايموند كيلي، فان "مخططات (القيّمين على الشبكات الخمس) وما يدور كان يدور في مخيلة هؤلاء اللصوص، شيء من الصعب تصوره" كما قال.
وذكر كيلي أن شرطة نيويورك، التي زجت بمن اعتقلتهم وراء القضبان برسم المحاكمة، راقبت عمليات شرائهم غير المشروعة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2009 في جميع الولايات المتحدة، وكانت ترصد المزورين وهم يشترون، والبائعين وهم يعيدون البيع في الداخل، حتى الى عملاء في الخارج.
وقال إن "أدمغة" الشبكات الخمس حصلوا على بطاقات ائتمان فارغة من "ممولين" في روسيا وليبيا ولبنان والصين واعتمدوا على أشخاص انتحلوا شخصيات عمال وموظفي تجزئة واستخدموا أجهزة الكترونية لسرقة بيانات البطاقات الائتمانية العائدة لعملاء في تلك المتاجر، ثم قاموا ببرمجة ما فيها من معلومات داخل الشرائط المغناطيسية لبطاقات الائتمان. كما استخدموا في بعض العمليات ماكينات طباعة لتزوير بطاقات ائتمان ومطابقة رخص قيادة.
وشرح غريغوري أنتونسن، وهو نائب مفتش قسم شرطة نيويورك، بأن السبب الرئيسي الذي كان يدفع عناصر الشبكات الخمس لشراء أجهزة "أبل" قبل سواها، هو أن أسعارها مرتفعة "ومن السهل جدا بيعها" كما قال.
وذكر أن الشرطة السرية أمضت ساعات في ترجمة محادثات بالروسية والصينية والعربية كجزء من التحقيق، وأنها صادرت أجهزة "أبل" قيمتها عشرات الآلاف من الدولارات، كما وألكترونيات بأكثر من 850 ألف دولار، إضافة إلى مصادرتها 650 ألف دولار نقدا، مع مسدسات وأسلحة خفيفة، من سكاكين وقبضات معدنية وغيرها، تم عرها في فيديو خلال المؤتمر الصحافي، الى جانب شاحنة تمت مصادرتها وهي مكتظة بأجهزة ألكترونية وأحذية وساعات وبضائع أخرى، قيمتها بالملايين.
ولم يأت بيان شرطة نيويورك على جنسيات المتورطين، لكن وسائل اعلام هندية أشارت اليوم الأحد الى وجود 13 هنديا بينهم، كما ذكر قائد شرطة نيويورك أن 4 من الفارين موجودون حاليا في روسيا، اضافة الى الاشارة التي وردت وتدل عن وجود متورطين عرب، وهي التنصت على محادثات عبر الهاتف بالعربية، الى جانب "ممولين" للبطاقات الائتمانية من لبنان.